الاثنين، 14 سبتمبر 2009 ~ 0 التعليقات

حرير أكثر من نصف مليون تونسي من الأميّة

تحرير أكثر من نصف مليون تونسي من الأميّة




تونس24- ان البرنامج الوطني لتعليم الكبار هو من الاليات الاساسية لتجسيم المشروع المجتمعي الحداثي، وخاصة ما تعلق منه بتأهيل الموارد البشرية ذات القدرات القرائية المنعدمة او المحدودة.

ويقوم نشاط تعليم الكبار من هذا المنطلق على جملة من الثوابت الاساسية من اهمها مبدأ التعلم للجميع مدى الحياة بالمساهمة في بناء مجتمع المعرفة دون اقصاء وتهميش لأي فئة من فئاته.
وقد تمكن البرنامج الوطني لتعليم الكبار خلال الخماسية الاولى لبرنامج «تونس الغد» وبداية الخماسية الثانية، بفضل الرعاية الخاصة لهذا البرنامج من تجسيم الارادة الساعية للحسم نهائيا مع ظاهرة الامية وذلك بتحقيق جملة من الانجازات الكمية والنوعية.

اما بالنسبة للانجازات والمكاسب التي تم تحقيقها فهي تتمثل في عدد من المؤشرات الهامة منها خاصة تحرير اكثر من 512 الف دارس ودارسة من الامية الى غاية يونيو 2009 اي بمعدل سنوي يناهز حوالي 61 الف مواطن ومواطنة، مقابل 4000 دارس قبل سنة 2000.
ويفوق عدد المتحررين من الامية في صفوف الشبان دون 30 سنة ،ثلث العدد الجملي من المتحررين اي ما يوافق 34 بالمئة.

وتقارب نسبة المتحررات من الامية 78 بالمئة في حين تناهز نسبة المحررين من الامية في الوسط الريفي 54 بالمئة من العدد الجملي.
ومن المكاسب المتحققة في القطاع بناء منظومة متكاملة اصبح بفضلها تعليم الكبار واقعا معيشا بحكم انتشار المراكز في كل المناطق وكذلك بفضل التفاف مكونات المجتمع حوله.

كما تم ارساء ثقافة التعلم مدى الحياة التي تعتمد على مجالات وانشطة متنوعة تستجيب لحاجات التعلم الاساسية ولمتطلبات نسق التغيير الذي تشهده المجتمعات الحديثة وتدعم برامج التنمية البشرية المستديمة وتحث على مواصلة التعلم الذاتي والاستفادة من مختلف منابع المعرفة وتطوير المناهج والوسائل التعليمية وانجاز مشروع تجريبي في تعليم الكبار عن بعد بواسطة التلفزة شمل نشاط التواصل الاجتماعي الذي لقي نجاحا لدى المتتبعين لهذه النشاطات.

ومن المكاسب في هذا الاطار ايضا انتاج وسائل تعليمية خاصة بمرحلة المتابعة مع اعداد ملحق صحفي اسبوعي خاص بتعليم الكبار موزعا على صحيفتي العقد والحرية مع احداث المكتبة الميسرة لتشجيع المتحررين من الامية واصحاب القدرات القرائية المحدودة على مواصلة التعلم ذاتيا تجنبا للارتداد الى الامية.

ومن المكاسب ايضا، خلق شراكة واسعة مع المجتمع المدني من خلال بعث شبكة من الجمعيات المختصة في تعليم الكبار تضم جمعية وطنية و 26 جهوية و 26 محلية وما يقارب 150 فرعا، الى جانب ابرام 29 اتفاقية شراكة مع جمعيات ومنظمات وطنية تضم نشطاء لجمعيات ومناضلي التجمع الدستوري الديمقراطي.
وبالاضافة الى ذلك تم احداث 15 مركزا نموذجيا لتعليم الكبار موزعين على محافظات جندوبة وقبلي و منوبة(2) وسيدي بوزيد وزغوان وتطاوين وسليانة ونابل والقيروان والمهدية وصفاقس وتونس وبنزرت وقفصة.

كما يعمل البرنامج الوطني لتعليم الكبار على وضع وتنفيذ برامج ثقافية واجتماعية واقتصادية ومواطنية متنوعة تيسر الاندماج في الحياة العامة الى جانب تمكين الراغبين من الدارسين من تدريب مهني يمكنهم من المبادئ الاولية لبعض المهن التي هي في مستواهم وتمكن من تحسين قابلية التشغيل لديهم.

ومن النتائج الملموسة لهذا البرنامج التمكن خلال العام الدراسي 2009/2008 2009/2008 من استقطاب حوالي 211 الف دارس ودارسة يتوزعون الى 50.586 دارسا دون 30 سنة اي ما نسبته 24 بالمئة ومنهم اكثر من 135 الفا بين 30 و 59 سنة اي ما نسبته 64.2 بالمئة.
ويصل عدد الاناث من الدارسين خلال السنة الدراسية 2009-2008 2009-2008 الى حوالي 164 الف دارسة (77.6 بالمئة) ومنهم حوالي 122 الفا بالريف اي بنسبة 58 بالمئة.

وقد بلغ عدد المتحررين من الامية 91376 منهم حوالي 75 الفا من الاناث ومنهم 48235 بالريف و22290 من الشباب و 5570 من الكهول و 13384 منهم اعمارهم 60 سنة فما فوق.
وسيتواصل العمل خلال السنة الدراسية الحالية 2010-2009 2010-2009 على تحقيق الاهداف المرسومة ضمن البرنامج الرئاسي لتونس الغد والمتمثلة في النزول بالمعدل الوطني للامية الى اقل من 10 بالمئة لدى الفئات النشيطة واليافعين مع موفى 2010.

كما سيتم تركيز الجهود ليكون افراد الفئات العمرية دون الثلاثين حاصلين على القدر الادنى من التعلم وهو ما يستوجب محو الأمية لحوالي 75 الفا من اليافعين والفئات النشيطة من بينهم 45 الفا من فئة الشباب مع تعصير محتوى تعليم الكبار واثرائه.

ولبلوغ هذه الاهداف سيتواصل العمل على ايلاء عناية خاصة لمحو امية الفئات النشيطة من العمال وذلك بالتعاون مع الاطراف المهنية وتحسين قابلية التشغيل لدى الشباب المتحرر من الامية لتيسير ادماجهم المهني وتطوير دور الجمعيات وتفعيله في هذا المجال وتكثيف المجهودات بالمناطق الريفية ولفائدة المرأة وخاصة دعم آليات البرنامج من حيث التسيير والتفقد والارشاد البيداغوجي