2050..!
تونس24- أبو بكر الصغير- أعتقد أن فكرة السلسلة الجديدة تونس 2050 التي تبث على قناة حنبعل هي من أهم الاضافات التي شاهدناها في برمجة رمضان هذا العام، رغم عديد الملاحظات، لكي لا أقول الهنات أو السلبيات التي كان يمكن تجاوزها لو توفر بعض الذكاء في التعاطي مع هذه المسائل المتعلقة باستشراف المستقبل حتى من خلال أو في إطار عمل فرجوي تلفزي.
فالمعروف أن أصعب الأعمال هي التخطيط للمستقبل، ما بالأمر بمحاولة التعرف على ملامحه وأشكاله وكيف سيكون.
أصاب الفاعل السياسي الوطني بعد التغيير، بذلك القرار المهم في التأسيس ولأول مرة بتونس لمركز الدراسات الاستراتيجية، مركز يبحث في المستقبل، قام هذا المركز إلى حد الآن بمجهود كبير من خلال أبحاث ودراسات علمية شملت كل مجالات الحياة في تونس ومستقبلها من ذلك: السكن والاقتصاد والطاقة والمياه والصناعة والتعليم وحتى التحولات الاجتماعية المرتقبة وهي التي كانت موضوع كتاب صدر مؤخرا، أثار جدلا كبيرا سأعود إليه في مناسبة قادمة للباحث القدير خالد قدور خاصة في الجانب الذي يهم المسألة الدينية.
لو كانت توجهات المركز التونسي للدراسات الاستراتيجية تسمح له بنشر أعماله وأبحاثه ودراساته لاكتشف التونسيون عظمة الانجاز التي يقوم بها.. بل ما يرتقبهم فعلا في مستقبل قريب أو بعيد..
كان أبرز الباحثين العالميين في دراسة المستقبل يدعى «جوزيف كواتز» نشر في احدى أهم المجلات العالمية المهتمة بالموضوع، عنوانها «مستقبليات» دراسة علمية شدّت اهتماما عالميا كبيرا. قاربت ذلك السؤال المحيّر: أي تغييرات يخبئها لنا المستقبل؟ وعلى أي وجه سيتشكل وسيكون؟
لم يكن أحد يتصور قبل عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن أن مفتاح العالم أي من سيحكمه، أو حتى من سيكون طرفا في قيادته، ليس في الثروات الطبيعية وغير الطبيعية وترسانات الأسلحة الضخمة، بما فيها أسلحة الدمار الشامل والدمار الجزئي والفرعي إلخ.. بل قد لا تتصورون ذلك، لأن لا أحد تنبأ بطبيعة سر قوة المستقبل.
إنها في مجال الاتصال والاعلام، نعم فمن يسيطر على هذا الميدان بطرقاته السيارة وشبكاته العنكبوتية سيحكم العالم.
لا يختلف اثنان اليوم أن كل شيء يتم ويصنع ويجمّل ويشوّه ويصبح مطلوبا أو مرفوضا من خلال هذا العالم الاتصالي، الخبر والصورة تسبقان كل شيء، هما أرضية كل قرار أو فعل سياسي.. الدول الضعيفة اليوم هي الدول العاجزة أن يكون لها موقع أو تأثير في هذا العالم الاتصالي الاعلامي الجديد.. الدول المغلوبة على أمرها هي الدول غير الماسكة بأدوات اتصالها.. إذا لم تصنع صورتك أنت كما تشاء أو تريد فلا تنتظر أن يصنعها لك الآخر بما يرضيك..
أعود لدراسة جوزيف كواتز حول مستقبل العالم.. لقد قدّم 83 فرضية.. لعلّ أهمها وجود «كائن حي جديد» بيننا إنه الانسان الآلي الذي سيكون في خدمة الانسان المخلوق البشري، إضافة إلى تحول العالم إلى قرية الكترونية شاملة.
بخصوص بلادنا، فالمعنيون بدراسات مستقبلها، يؤكدون هذا الانطباع الذي اتسمت به طوال كل تاريخها الطويل والثري. وهي كثرة التغيرات والتحولات.
فبعد أن كانت قبل الميلاد دولة نشطة تجاريا وفلاحيا جعلت منها مطمورة روما.. بل مخازن غذاء كل العالم الروماني ثم دولة متأثرة بمرحلة الانحطاط التي أخضعتها لتبعيات سياسية متعددة لقوى نفوذ خارجية، إلى مرحلة الدولة في عصرنا الجديد التي تريد مسك زمام أمورها بنفسها تصنع مصيرها بدون أي شكل من أشكال التدخل الخارجي.. وهو أمر جديد على بلادنا.. ربما جعلها لأول مرة تتعامل ككيان سياسي سيادي على نفسه.
ان التحولات الكبرى التي تعيشها البلدان لا تحصل في سنوات، بل في حيز زمني يمتد على عقود.. فاليابان نجحت في نقلتها من دولة متخلفة إلى عصرية في ظرف 30 عاما تقريبا من العمل التنموي الدؤوب، وبلدان مجموعة نمور آسيا حققت انطلاقتها الاقتصادية الكبرى في نفس الفترة تقريبا، حتى الصين لم تنجح أن تتحول بهذه المكانة والقوة إلا بعد قرابة نصف قرن..
بالنسبة لوضعيتنا في تونس، ما هو هام أننا انتقلنا من مرحلة مواجهة التحديات إلى مرحلة اقتناص الفرص.. هذا التحول له أهمية كبرى.. فالمشاكل التي ما تزال تواجهها بعض البلدان الشبيهة لها، نحمد الله أننا تجاوزناها، من ذلك مشكل النمو الديمغرافي، فإذا – وعلى سبيل المثال – لم يتم انتهاج سياسة تنظيم النسل بشكل مبكر لكنّا اليوم ضعف العدد من السكان الذي نحن عليه، أي في حدود عشرين مليون نسمة، كذلك مسألة السكن هنالك بلدان تؤرقها بشكل جدي هذه المشكلة في حين نملك في تونس اليوم وفي ظاهرةعالمية غير مسبوقة أكثر مما نحتاج من مساكن.. فالتونسي اليوم لم يعد يكتفي بمسكن واحد بل اثنين أو ثلاثة.. بالاضافة إلى مقر الإقامة الدائم والعادي لابد من مسكن بالبحر ولم لا كذلك في مسقط الرأس..
نجحنا في تحقيق أمننا المائي والغذائي والكهربائي والصحي إلخ.. في حين ما تزال هذه المسائل كما أشرت تشكل تحديات كبرى تواجهها بلدان عديدة أخرى.
لهذا إن خيارنا ترصّد الفرص في مزيد التطور والرقي من خلال هذه الاستثمارات والمشاريع الكبرى، كذلك من حيث هذه التوجهات في ضمان التميز في عديد المجالات.. بما يجعل من صورة بلادنا أكثر إشراقا، وحضورا دوليا..
- كلمة النهاية:
«من ينظر إلى الأمام.. يعرف طريقه»
فالمعروف أن أصعب الأعمال هي التخطيط للمستقبل، ما بالأمر بمحاولة التعرف على ملامحه وأشكاله وكيف سيكون.
أصاب الفاعل السياسي الوطني بعد التغيير، بذلك القرار المهم في التأسيس ولأول مرة بتونس لمركز الدراسات الاستراتيجية، مركز يبحث في المستقبل، قام هذا المركز إلى حد الآن بمجهود كبير من خلال أبحاث ودراسات علمية شملت كل مجالات الحياة في تونس ومستقبلها من ذلك: السكن والاقتصاد والطاقة والمياه والصناعة والتعليم وحتى التحولات الاجتماعية المرتقبة وهي التي كانت موضوع كتاب صدر مؤخرا، أثار جدلا كبيرا سأعود إليه في مناسبة قادمة للباحث القدير خالد قدور خاصة في الجانب الذي يهم المسألة الدينية.
لو كانت توجهات المركز التونسي للدراسات الاستراتيجية تسمح له بنشر أعماله وأبحاثه ودراساته لاكتشف التونسيون عظمة الانجاز التي يقوم بها.. بل ما يرتقبهم فعلا في مستقبل قريب أو بعيد..
كان أبرز الباحثين العالميين في دراسة المستقبل يدعى «جوزيف كواتز» نشر في احدى أهم المجلات العالمية المهتمة بالموضوع، عنوانها «مستقبليات» دراسة علمية شدّت اهتماما عالميا كبيرا. قاربت ذلك السؤال المحيّر: أي تغييرات يخبئها لنا المستقبل؟ وعلى أي وجه سيتشكل وسيكون؟
لم يكن أحد يتصور قبل عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن أن مفتاح العالم أي من سيحكمه، أو حتى من سيكون طرفا في قيادته، ليس في الثروات الطبيعية وغير الطبيعية وترسانات الأسلحة الضخمة، بما فيها أسلحة الدمار الشامل والدمار الجزئي والفرعي إلخ.. بل قد لا تتصورون ذلك، لأن لا أحد تنبأ بطبيعة سر قوة المستقبل.
إنها في مجال الاتصال والاعلام، نعم فمن يسيطر على هذا الميدان بطرقاته السيارة وشبكاته العنكبوتية سيحكم العالم.
لا يختلف اثنان اليوم أن كل شيء يتم ويصنع ويجمّل ويشوّه ويصبح مطلوبا أو مرفوضا من خلال هذا العالم الاتصالي، الخبر والصورة تسبقان كل شيء، هما أرضية كل قرار أو فعل سياسي.. الدول الضعيفة اليوم هي الدول العاجزة أن يكون لها موقع أو تأثير في هذا العالم الاتصالي الاعلامي الجديد.. الدول المغلوبة على أمرها هي الدول غير الماسكة بأدوات اتصالها.. إذا لم تصنع صورتك أنت كما تشاء أو تريد فلا تنتظر أن يصنعها لك الآخر بما يرضيك..
أعود لدراسة جوزيف كواتز حول مستقبل العالم.. لقد قدّم 83 فرضية.. لعلّ أهمها وجود «كائن حي جديد» بيننا إنه الانسان الآلي الذي سيكون في خدمة الانسان المخلوق البشري، إضافة إلى تحول العالم إلى قرية الكترونية شاملة.
بخصوص بلادنا، فالمعنيون بدراسات مستقبلها، يؤكدون هذا الانطباع الذي اتسمت به طوال كل تاريخها الطويل والثري. وهي كثرة التغيرات والتحولات.
فبعد أن كانت قبل الميلاد دولة نشطة تجاريا وفلاحيا جعلت منها مطمورة روما.. بل مخازن غذاء كل العالم الروماني ثم دولة متأثرة بمرحلة الانحطاط التي أخضعتها لتبعيات سياسية متعددة لقوى نفوذ خارجية، إلى مرحلة الدولة في عصرنا الجديد التي تريد مسك زمام أمورها بنفسها تصنع مصيرها بدون أي شكل من أشكال التدخل الخارجي.. وهو أمر جديد على بلادنا.. ربما جعلها لأول مرة تتعامل ككيان سياسي سيادي على نفسه.
ان التحولات الكبرى التي تعيشها البلدان لا تحصل في سنوات، بل في حيز زمني يمتد على عقود.. فاليابان نجحت في نقلتها من دولة متخلفة إلى عصرية في ظرف 30 عاما تقريبا من العمل التنموي الدؤوب، وبلدان مجموعة نمور آسيا حققت انطلاقتها الاقتصادية الكبرى في نفس الفترة تقريبا، حتى الصين لم تنجح أن تتحول بهذه المكانة والقوة إلا بعد قرابة نصف قرن..
بالنسبة لوضعيتنا في تونس، ما هو هام أننا انتقلنا من مرحلة مواجهة التحديات إلى مرحلة اقتناص الفرص.. هذا التحول له أهمية كبرى.. فالمشاكل التي ما تزال تواجهها بعض البلدان الشبيهة لها، نحمد الله أننا تجاوزناها، من ذلك مشكل النمو الديمغرافي، فإذا – وعلى سبيل المثال – لم يتم انتهاج سياسة تنظيم النسل بشكل مبكر لكنّا اليوم ضعف العدد من السكان الذي نحن عليه، أي في حدود عشرين مليون نسمة، كذلك مسألة السكن هنالك بلدان تؤرقها بشكل جدي هذه المشكلة في حين نملك في تونس اليوم وفي ظاهرةعالمية غير مسبوقة أكثر مما نحتاج من مساكن.. فالتونسي اليوم لم يعد يكتفي بمسكن واحد بل اثنين أو ثلاثة.. بالاضافة إلى مقر الإقامة الدائم والعادي لابد من مسكن بالبحر ولم لا كذلك في مسقط الرأس..
نجحنا في تحقيق أمننا المائي والغذائي والكهربائي والصحي إلخ.. في حين ما تزال هذه المسائل كما أشرت تشكل تحديات كبرى تواجهها بلدان عديدة أخرى.
لهذا إن خيارنا ترصّد الفرص في مزيد التطور والرقي من خلال هذه الاستثمارات والمشاريع الكبرى، كذلك من حيث هذه التوجهات في ضمان التميز في عديد المجالات.. بما يجعل من صورة بلادنا أكثر إشراقا، وحضورا دوليا..
- كلمة النهاية:
«من ينظر إلى الأمام.. يعرف طريقه»
إرسال تعليق