الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009 ~ 0 التعليقات

غوغل صديق للصحف وليس عدواً



محرك البحث الصديق متاح أنما شئت

غوغل صديق للصحف وليس عدواً


مؤسسات اخبارية تصف خدمة التصفح السريع بالطبق الرقمي السهل واللذيذ، دون الانتباه الى صانع المحتوى.

ميدل ايست اونلاين
لندن- من كرم نعمة

رفع محرك البحث العملاق غوغل من سطوته التكنولوجية عبر خدمة جديدة انطلقت قبل ايام، تتيح التقليب السريع للصحف والمجلات على الانترنت.

وتقوم "فاست فليب" كما يبين اسمها على تقليب محتوى الصفحات بسرعة كبيرة، بحيث يمكن للمستخدم النظر بسرعة في العديد من الصفحات الى ان يجد شيئا مثيرا للاهتمام.

وتمد الخدمة الجديدة بالمواد الاخبارية من مجلات وصحف غالبيتها أميركية مثل "ذي اتلانتيك" و"بيزنس ويك" و"كوسموبوليتان" و"ايل" و"ماري كلير" و"نيوزويك" و"بوبيولر ميكانيكس"، اضافة الى مواقع اخبارية الكترونية على غرار "بي بي سي" "تك كرانش" و"صالون" و"سلايت".

ولا توفر الخدمة لحد الآن اي من المطبوعات العربية بعد، من دون ان تعلن أدارة غوغل ان كانت ستوفر هذه الخدمة أم لا.

ونفى مات برتن مدير غوغل في بريطانيا ان تكون هذه الخدمة هجوماً يسلب التفرد من وسائل الاعلام، مستشهدا بالشراكة القائمة مع شركات مثل "ترينيتي ميرور".

وقال "نحن بحاجة الى تمرير القصص الاخبارية ببدائل ووضوح أكثر امام المستخدم".

واضاف مات برتن الذي سبق له ان عمل صحفياً قبل ان ينتقل الى العمل التكنولوجي في غوغل، "نود مساعدة ناشري الصحف باعتبارنا شريك تكنولوجي، لا نضع كل الاجابات وحدنا، لأننا لسنا بناشرين، ما نود ان نفعله ممارسة دورنا في النظام الايكولوجي، عبر تقديم المحتوى ومساعدة المستخدم على الحصول عليه، وكذلك التقدم باتجاه كسب المال على الانترنت".

وذكّر مات برتن بدور غوغل في مساعدة الصحف بالوصول الى أكبر عدد من المستخدمين عبر خدمتها في "غوغل نيوز" حيث بدأت هذه الخدمة بشكل تلقائي في 11 سبتمبر/ ايلول عام 2001 عندما جهدت الادارة الى عدم فصل الانباء عن البحث، حيث تمكن المستخدمون من الوصول الى 25 ألف مصدر اخباري لمتابعة الانباء، وهذا يعني - حسب مات برتن- توفير مليار دولار شهريا للناشرين.

وقارن غوغل الذي كشف عن خدمته الجديدة خلال مؤتمر "تيك كرانش 50" للتكنولوجيا في سان فرانسيسكو بين استخدام المنتج الجديد بتقليب صفحات صحيفة او مجلة بسرعة كبيرة من دون اي تأخير غير عادي.

وتسمح خدمة "فاست فليب" الجديدة للمستخدمين بتصفح الانباء الجديدة الواردة على حوالى 40 موقعا اخباريا شريكا لمحرك البحث بسرعة، ويمكن للمتصفح ان يقفز من موضوع الى آخر بسرعة اكبر بكثير من تلك التي يتطلبها عادة فتح صفحة على الانترنت.

وتقول ادارة غوغل أنها سوف تساعد الشركات الاعلامية والناشرين من خلال تقاسم عائدات الإعلانات، من دون ان تحظى بالنسبة الأكبر من العائدات.

وتوفر غوغل في خدمة "فاست فليب" فرصة لزيادة الاعلانات في الصحف على الانترنت، حيث ستكون روابط الاعلانات متاحة للمتصفح أسرع من فتح نافذة جديدة.

وتمنح الخدمة الجديدة كذلك البحث عن الانباء من خلال مفاتيح بحث عدة، كالموضوع والدورية و"الاكثر مشاهدة" و"الاكثر شعبية"، وحتى "الموصى به".

ولا تظهر هذه الخدمة سوى الصفحة الاولى من الخبر، ويجدر بالمستخدمين الذين يرغبون بقراءة المزيد ان يضغطوا على رابط يصلهم الى الموقع الاصلي للخبر.

ويساعد النظام الجديد على سبيل المثال باظهار الرحلات الجوية الى المغرب، كي تكون في متناول المتصفح اثناء مطالعة الصحف والمجلات.

واكد مات برتن على ان نصيب الاسد من عائدات الاعلانات ستكون للناشرين وليس لغوغل "نقطة البدأ لدينا، عمل يوفر المال، وان يتيح العمل فرصة للناشرين لجمع أموال أكثر".

وقال "لقد جمعت المواقع الشريكة مع غوغل 5.3 بليون دولار أميركي السنة الماضية وحدها، وهذت يمثل زيادة مقدارها 16 في المائة عن العام قبل الماضي 2007، اذ كانت الايرادات عن الشراكة نفسها 4,5 بليون دولار، فيما وفرت الايرادات الاجمالية للعام نفسه 21.8 بليون دولار أميركي".

واثارت خدمة التصفح السريع غضب عدد من اصحاب الصحف الاميركية، لأنها تقدم للمستخدمين روابط الى المقالات الواردة في تلك الصحف من دون بدل.

وانتقدت مؤسسات اخبارية الخدمة الجديدة من غوغل واصفة أياها بتقديم طبق رقمي سهل ولذيذ للمستخدم، من دون الانتباه الى صانع المحتوى والجهد الذي بذله والتكلفة التي تطلبها.

وردت ادارة غوغل بقولها أنها تقدم للصحف خدمة مجانية عبر توجيه المستخدمين اليها.

ووصف مات برتن الانتقادات لخدمة "فاست فليب" بانها غير عادلة، مذكراً بأن الصحف نفسها التي أختارت ان تقدم خدمتها المجانية على الانترنت، ولم يفرض عليها ذلك، وتستطيع ان توقفها ان شاءت.

ويدور النقاش حاليا بين شركات النشر لتفعيل نظام الكتروني يدفع المستخدمين الى دفع اموالا مقابل الاطلاع على بعض المحتوى تكون غوغل شريكة فيه، فيما تقوم بعض دور النشر بتطوير برامجيات تكنولوجية عبر نظام "مايكروبيمينتس" للتخلص من المرور عبر محرك البحث غوغل. لكنه من المبكر الحكم على نجاح هذا النظام، حسب بعض التسريبات الصحفية من قبل وسائل اعلام أميركية.